عماد عبدالرحمن
حفاوة كبيرة إستُقبِل بها جلالة الملك في العاصمة السياسية لأوروبا «بروكسل»، إذ أجرى جلالته طيلة يوم أمس سلسلة لقاءات هامة شملت المستوى السياسي، الأمني، الإقتصادي وحتى الصحي، ليُسجّل جلالته إضافة نوعية جديدة في تاريخ العلاقات الاردنية - الاوروبية الاستراتيجية، ويهيئ الطريق لمسارات جديدة في الملفات المطروحة على الاجندة السياسية في المنطقة.
العلاقات الاردنية - الاوروبية علاقة إستراتيجية وتاريخية، الطرفان يتشاطران بإستمرار وجهات النظر في القضايا الدولية والاقليمية، من خلال حوار عميق وإتصالات على أعلى المستويات، لتنسيق المواقف لا سيما وأن مواقف الطرفين متقاربة الى حد كبير في كثير من المجالات، خصوصاً قضايا المنطقة الرئيسية كالقضية الفلسطينية وسوريا، وغيرها من القضايا.
فالأوروبيون يرون في الاردن «شريكاً أساسياً» وفق ما قاله رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، في تغريدة له عبر تويتر، أمس، بعد لقائه جلالة الملك، ليعبر بذلك عن جودة ومستوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط الأردن والاتحاد الأوروبي، وحرص الطرفين على مواصلة التشاور والاستماع لتحليلات ورؤية أبناء المنطقة لما يدور فيها من أحداث دامية.
التوافقات الأردنية - الأوروبية لا تقتصر فقط على الملفات السياسية في المنطقة، بل تمتد لتصل الى القضايا العالمية الاخرى مثل «البيئة، المناخ، التجارة الحرة، تحدي كورونا، مواجهة الارهاب، وغيرها الكثير»، بل أيضا يمتد ليشمل تقديم كافة أشكال الدعم للأردن ودعم اقتصاده المنهك الذي تعرض لسلسلة هزات، خصوصاً في العامين الاخيرين، وبالتالي تقوية ودعم خيارات الاصلاح التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على الاقتصاد والحياة السياسية والاجتماعية في الاردن.
أيضاً في المجال العسكري، التعاون قائم ومستمر منذ أمد طويل مع حلف الناتو، حيث يعتبر الاردن أحد أقرب شركاء الناتو، من خلال تعزيز هذه الشراكة، وذلك خلال اللقاء الذي جمع جلالته أيضاً بأمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبيرغ، الذي يعتبِر جلالته » صديقاً مقرباً من الحلف »، حيث يُعتَبر الاردن مصدراً للإستقرار في المنطقة، كما أن رؤية جلالته للمنطقة وكيفية حل قضاياها تحظى بإهتمام «الناتو» الذي يحرص على تقديم كافة أشكال الدعم للأردن، سواء في مجال مواجهة » كورونا » أو مكافحة الارهاب والتهريب و أمن الحدود.
زيارة العمل السريعة للعاصمة البلجيكية، تضمنت أيضاً لقاءات على المستوى السياسي إذ عقد جلالته لقاءين منفصلين مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ناقشا خلالها سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، وجهود مكافحة الوباء، حيث أكد الملك في هذا المجال ضرورة وأهمية التوزيع العادل للقاحات فيروس كورونا لجميع الشعوب، وبما يحافظ على صحة الجميع وسلامتهم.
الاردن مستمر في تجديد وإستحداث صيغ جديدة في علاقاته الدولية ومراكز صنع القرار حول العالم، وتسخير منظومة هذه العلاقات لتعزيز السلام والامن في المنطقة، وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في حل قضيته على أساس حل الدولتين، وإيجاد حلول لقضايا المنطقة ومشاكلها، ولخدمة الاردنيين وتعزيز استقرار ورفاه المواطنين، حتى في ظل أزمة » كورونا » الخانقة، التي عرّضت البلاد لاختبار قاسٍ وشاق وما زالت، مع تركيز الجهود على الخروج منها بأقل الخسائر، وتعزيز المواطن التي ظهر فيها الضعف خلال الازمة، لاكتساب مناعة مستقبلاً ضد أي مستجدات ?ارئة ومفاجئة.